Loading ...

تَقِرير عن كِتَاب: (نَظَريَّةُ السَّعَادة بين الغَزَاليّ وابن تَيميَّة)- أ. د/ محمد عبد الرازق خضر الأستاذ المشارك بقسم الدراسات الإسلاميَّة- كلية الآداب جامعة أسيوط


أولًا: المعلومات الفنِّيَّة للكتاب:

عنوان الكتاب: نَظَريَّةُ السَّعَادة بين الغَزَاليّ وابن تَيميَّة.

اسم المؤلف: أ. د. أحمد قَوَشْتِي عبد الرَّحِيم، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقًا.

الناشر: مركز التَّأصِيل للدراسات والبحوث- المملكة العربية السعودية.

رقم الطبعة وتاريخها: الطَّبعة الأولى، 1435هـ - 2014م.

حجم الكتاب: يقع في غلاف وعدد صفحاته (103) صفحة.

  

التَّعريف بموضوع الكتاب:

تناول الكاتب نظريَّة السَّعَادة بين الغَزَاليّ وابن تَيميَّة، وأوضح أن السَّعَادة مطلبٌ بشريٌّ يبحث عنه الجميع باختلاف أجناسهم وألوانهم وانتماءاتهم وأعرافهم، وبين أن عامة الدِّراسَات السابقة التي كتبت في هذا الموضوع كانت مُنصبَّةً على دراسة السَّعَادة عند الفلاسفة؛ كالفَارابي وابن رشد وابن مَسْكَويْه، ولم تتعرَّض لدراسة السَّعَادة عند علماء الشريعة، وبين أن دراسة السَّعَادة عند الغَزَاليّ وابن تَيميَّة جديرةٌ بذلك لأسباب كثيرة، منها:

-      الموسوعيَّة التي تميَّز بها هذان العالمان.

-      اختلاف نظرة كِلَا العَالِمَيْن إلى السَّعَادة، مع اتفاقهما في بعض الأمور.

-      ذيوع صِيتِهِما وانتشار كُتبِهِما؛ حتى نُسب إليهما كثيرًا من الكتب ليست لهما.

وقد تميَّزَ الكتاب بعدد من المزايا، منها:

1-              تناوله لنظريَّة السَّعَادة عند عَالِمَيْن موسوعيَّين من علماء الشريعة، وهذا مما لم يُسبق إليه الكاتب؛ فإن عامة الدِّراسَات السَّابقة تناولت نظريَّة السَّعَادة عند الفلاسفة.

2-              أن لكلّ واحدٍ من العَالِمَيْن منهجًا مميَّزًا مغايرًا للآخر في تناوله لنظريَّة السَّعَادة، وإن توافقَا أحيانًا.

3-              إظهار أسباب السَّعَادة ومجالاتها وموانعها، وكيفيَّة تحقيقها عند العَالِمَيْن في عبارات واضحة، وتسلسُلٍ مُنتظِم، وتدرُّجٍ منهجيّ. 

وقد تناول المؤلِّف نظريَّة السَّعَادة من خلال أربعة محاور؛ وهي:

المحور الأول: مفهوم السَّعَادة بين الغَزَاليّ وابن تَيميَّة، وبين في هذا المحور أن الغَزَاليّ يرى أن السَّعَادة تكمُن في كمال النَّفس بالتَّزكية والتَّحلية، وأنها لا تقتصر على مجرَّد العلم والمعارف فقط، بل لا بد من تحويل ذلك إلى واقعٍ عمليٍّ، وإعمال هذه القيم المكتَسَبَة من المعارف، أما ابن تَيميَّة فيرى أن السَّعَادة تكمُن في الإيمان بالله والعمل الصالح، فكلَّما زاد إيمان المرء، ومسارعته إلى أعمال البر والخير، القاصرة والمتعدية= زادت لديه السَّعَادة والطمأنينة.

وأما المحور الثاني فقد تَكَلَّم فيه المؤلِّفُ عن طبيعة السَّعَادة وأقسامها، وبين أن الغَزَاليّ كان أكثر توسُّعًا في تقسيمه السَّعَادة من ابن تَيميَّة؛ حيث قسَّم السَّعَادة من جهة من يسعون إليها إلى أربعة أقسام هي: البهائم والسباع والشياطين والملائكة، وكذلك قسّمها إلى ماديَّة ومعنويَّة، وإلى دنيويَّة وأخرويَّة، وأما ابن تَيميَّة فاقتصر على تقسيمها إلى دنيويَّة وأخرويَّة، على اعتبار أن كل هذه الأقسام لا تخرج عن ذلك.

أما المحور الثالث فقد تَكَلَّم فيه المؤلِّفُ عن أسباب السَّعَادة، وبين وجهة نظر الغَزَاليّ في أن اختلاف الناس في الأسباب المؤدية إلى السَّعَادة كثيرة وأنها لا تقتصر على مجرد تحصيل المعارف؛ بل لا بد من الجمع بين العلم والعمل مع السعي لتحصيل ذلك، وذكر أن ابن تَيميَّة يرى أن السَّعَادة في تحقيق الإيمان والعمل الصالح، ووجهة نظرهما في هذا الأمر متقاربان ضمنيًّا.

وأما المحور الرابع والأخير فقد تَكَلَّم فيه الكاتبُ عن موانع السَّعَادة، وأنها تكمُن في الكفر وضعف الإيمان ورقَّة الدين، والانشغال بالدنيا وأمراض القلوب من حسد وحقد وغير ذلك، وبين أن الغَزَاليّ كان أكثر تفصيلًا في الكلام عن هذه الموانع.

ثم أتبع ذلك بخاتمة مختصرة بها أهم النتائج التي توصَّل إليها، منها:

-      من المقرر أن كل محاولة لوضع نظريَّة في السَّعَادة لا بد أن تتأثر تأثُّرًا كبيرًا بفلسفة صاحبها وفكره، وتصوّره عن كثير من القضايا الجوهريَّة والمتَّصلة بوجود الله، وحقيقة الإنسان والكون والعلاقة بينهما.

-      ثمَّةَ أسبابٌ كثيرةٌ دعتنا إلى الـمُـقاربة بين موقف كل من الغَزَاليّ وابن تَيميَّة من قضيَّة السَّعَادة، ومن هذه الأسباب ما يعود إلى مكانتِهِما الكبيرة وتأثيرِهما البالغ في مسيرة الفكر الإسلامي، ومنها ما يعود لاهتمامهما الكبير بهذا الموضوع، وتبَلور ملامح نظريَّة متكاملة حوله تناثرت عبر مؤلفاتهما المختلفة.

-      هناك اتفاق واضح بين الغَزَاليّ وابن تَيميَّة على أنه لا يكفي تحصيل الأسباب المؤدّيَة لتحصيل السَّعَادة فحسب، بل لا بد أن يقترن ذلك بسعي المكلف سعيًا حثيثًا نحو إزالة أي مانع من الموانع التي تحُول دون تحقيقها.

والكتاب لطيف في حجمه جدير بقراءته فريد في بابه.

 


المرفقات

  • (نَظَريَّةُ السَّعَادة بين الغَزَاليّ وابن تَيميَّة) - أ. د. محمد عبد الرازق خضر.pdf

    225.145Kb

Comments

Leave a comment

Blog categories

عربة التسوق

Loading...