Loading ...

عرض كِتَاب (نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا)- أ. عمار أعظم

المعلومات الفنية للكتاب:

عنوان الكتاب: نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا.

اسم المؤلف: د. منير بن حامد بن فراج البقمي.

دار الطباعة: مركز التأصيل للدراسات والأبحاث، جدة.

رقم الطبعة وتاريخها: الطَّبعة الأولَى، عام 1444هـ-2022م.

حجم الكتاب: يقع في مجلد، وعدد صفحاته (544) صفحة.

مشكلة البحث وهدفه:

بين الباحث أن مشكلة بحثه هي ما تعانيه الدراسات العلمانية عن السيرة النبوية من إشكاليات وتناقضات، من أبرزها:

  1. عدم توقير النبي ﷺ.
  2. الانسجام التام في نتائجها مع خصوم الإسلام في موقفهم من دعوة محمد ﷺ.

وهو ما أنتج مشكلة ثالثة، فإن كثيرًا من هؤلاء العلمانيين يُقدَّم في الندوات الدولية المغرضة المعقودة في الجامعات الغربية ليتحدثوا عن السيرة النبوية؛ فازداد الطين بلة.

وقد عملت هذه الدراسات على تشكيل عقلية كثير من النخب العلمية والثقافية، وهو ما يعتبره الباحث مشكلة المشكلات لما يأتي:

  1. ما تحدِثُه كتاباتهم من تأثير فكري تشكيكي في السيرة النبوية.
  2. استتارها بدعوى العلمية والموضوعية في طرح قضايا السيرة النبوية مع انعدامها.
  3. دعواها امتلاك أدوات المعرفة التي منها التمكن من اللغات الغربية التي هي بوابة المناهج الحديثة في الدراسات الإنسانية والتاريخية، ثم إعمالها في دراسة السيرة النبوية.

وبهذا يظهر لنا أن هدف الكتاب هو: نقد تلك القراءات العلمانية للسيرة النبوية بمقارنتها بالقراءة الإسلامية الحقة التي حررها علماء الإسلام لهذا العلم الجليل الذي نضج منذ العصور الإسلامية الأولى، وكشف الزيف والتحريف في تلك الدراسات التي اتخذت مناهج خاطئة كالتفسير المادي.

أسباب اختيار الموضوع:

صرح الباحث في مقدمة كتابه بأسباب اختيار الموضوع وهي:

  1. إكبار شأن الدراسات النقدية العلمانية وتفسيراتها للإسلام عموما، وتصويرها وكأنها فتوحات عربية في باب الفكر والمعرفة النقدية، على الرغم من تجاوزها ما يقبل النقد إلى القطعيات التي لا مجال لنقدها كالنبوة.
  2. كون تلك الدراسات تبنتها بعض المراكز العلمانية العربية التي تدَّعي العلمية باستخدام مناهج البحث الغربية في دراسة السيرة النبوية مع تنافرها مع وقائع السيرة؛ مما جعلها علمانية مادية لا تفرق بين الأنبياء وغيرهم.
  3. خطورة ما انطوت عليه هذه القراءة العلمانية من الأخطاء المنهجية التي تؤدي إلى إفراغ السيرة النبوية من مضمونها، وتجعلها من قبيل الظواهر الثقافية والتاريخية التي تاريخها دون ما بعدها من العصور المتقدمة -بزعمهم- كالعصر التجريبي المعاصر.

حدود البحث:

حدَّد حدود بحثه وحصرها في (القراءات العلمانية للسيرة النبوية في الدراسات العربية المعاصرة).

وقد نبه إلى أنه لا يُدخل في السيرة ما يدخله العلمانيون العرب تحت هذا العنوان كـ(الوحي قرآنا أو سنة، والنبوة، والسيرة الشخصية للنبي ﷺ أو السلوك الشخصي، سواء قبل البعثة أو بعدها)، وأن مقصوده هو الجانب التاريخي من حياة النبي من مولده حتى مماته، دون مناقشة أصول الإسلام التي يتوقف التصديق بها على صدق النبي الله، ومن ذلك ما جاء في سيرته، وسيقتصر على حد الضرورة فيما يتعلق بموقفهم من الوحي والنبوة.

أهمية موضوع الكتاب:

من كل ما سبق تتجلى لنا أهمية موضوع الكتاب حيث إنه يتتبع تلك القراءات العلمانية للسيرة النبوية وينقدها، مع إعمال المقارنة بينها وبين الرؤية الإسلامية الحقة، ويكشف غطاء العلمية والموضوعية التي تتستر بها العلمانية من أجل تحريف السيرة وتفسيرها تفسيرًا ماديًّا.

الدراسات السابقة:

أبرز الباحث الدراسات السابقة التي وقف عليها في الموضوع، وصرح أنه لم يجد -بحسب بحثه- مَن كَتَبَ أكاديميًّا في أقسام العقيدة عن هذا الموضوع، سوى الدراسات الآتية:

۱- نبوة محمد في الدراسات الحداثية للدين، للباحث نبيل سيساوي، رسالة دكتوراه، جامعة الحاج لخضر بالجزائر. وهي رسالة تناقش موقف العلمانيين من النبوة.

٢- ثلاث رسائل في قسم التاريخ بجامعة أم القرى كلها تحت عنوان واحد مع تغيير المنطقة الجغرافية للدراسة، وهي:

  • اتجاهات كتابة السيرة النبوية في القرن الرابع عشر في مصر، تهاني الخضيري، ماجستير.
  • اتجاهات كتابة السيرة النبوية في القرن الرابع عشر في بلاد الشام، أمل الثبيتي، دكتوراه.
  • اتجاهات كتابة السيرة النبوية في القرن الرابع عشر في العراق، حسن بانافع، ماجستير.

وهذه الرسائل الثلاث تتشابه في المضمون إلى حد كبير، وليس فيها نقد للفكر العلماني المادي، بل عرض للأفكار بأسلوب الباحث، ثم التعقيب عليها ببعض النقولات؛ إلا شيئًا يسيرًا في رسالة بانافع.

3- المسائل العقدية في كتابات الاتجاه التغريبي للسيرة النبوية.. عرض ونقد، للباحثة منيرة المري، رسالة ماجستير جامعة الدمام، وهذه الرسالة فيها خلط بين العلمانيين وغيرهم من حيث التأصيل، وتنحصر في المسائل العقدية على شكل نماذج محددة، ولا تغطي السيرة بشكل كلي.

٤- الكتابة العربية المعاصرة في السيرة النبوية.. قضايا وملاحظات، للدكتور أحمد بن محمد فكير، وهو بحث منشور على الإنترنت لا يتجاوز (42) صفحة، سجَّل فيه الدكتور بعض الملاحظات على الكتابة العربية المعاصرة، وخصوصا في التشكيك في الأحاديث النبوية التي هي مصادر للسيرة النبوية، ولم يجاوز ذلك.

خطة البحث:

انتظمت خيوط هذا البحث في مدخل وخمسة فصول ثم خاتمة.

المدخل وفيه:

مفهوم العلمانية: وبين فيه ضرورة دراسة تاريخ سكِّه في مجتمعاته الأولى قبل انتقاله إلينا، ثم استعرض جملة من التعريفات، وإشكاليات تعريفه، وأخطاء الترجمة والتعريب الذي تعرَّض له، ودعوى أن أصله العِلم أو العالم، ودعوى أنه مجرد فصل الدين عن الدولة.

الأسس الفلسفية للعلمانية: بعد أن انتهى من الحديث عن المفهوم وإشكاليات خاض الباحث غمار البحث في الأسس الفلسفية التي تمخضت عنها العلمانية؛ إذ إن معرفة الأسس الفلسفية للمصطلح يكشف عن أهم أصوله ومرتكزاته التي تجلي حقيقته للقارئ الكريم، ومن أهم الأسس الفلسفية التي ذكرها وفصَّلها:

  • إنسانية مصادر المعرفة.
  • مادية الوجود.
  • الصيرورة.
  • الحقيقة.

الفصل الأول: مصادر ومناهج القراءة العلمانية للسيرة النبوية، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: مصادر القراءة العلمانية للسيرة النبوية، وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: الاستشراق:

وقد تكلم فيه الباحث على ثلاثة فروع هي:

  • الإشادة بالمستشرقين، وبيَّن فيه أن العلمانيين يستقون من كتابات المستشرقين، وتعتبر من أُولَيات مصادرهم البحثية، وأنهم لا ينثنون عن التصريح بهذا.
  • الحث على الأخذ عن المستشرقين، وأورد فيه مجموعة من نصوص العلمانيين وهم يحثون على اعتماد كتابات المستشرقين والأخذ منها.
  • العتب العلماني على المستشرقين، وبيَّن فيه عتب العلمانيين على المستشرقين أنهم سلَّموا ببعض أصول العلوم الإسلامية، وأنهم احترموه احترامًا زائدًا، وأنه كان ينبغي أن يخوضوا في كل ذلك، ويلقوا بشبهاتهم وإشكالاتهم وأطروحاتهم بلا مواربة.

المطلب الثاني: أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة، وقد تناول فيه الباحث أبرز أقوالهم، ودعواهم أهمية مؤلفات الفرق في السيرة النبوية، ثم عقبه بنماذج تطبيقية من استدلال العلمانيين بأقوال الفرق.

المطلب الثالث: الأخبار الواهية، وفيه استعرض بعض القضايا التي استدلوا لها بالأخبار الواهية، متبعًا ذلك بالنقد والتمحيص؛ فبين جهلهم بالمنهج الحديثي الذي يميز بين الضعيف والصحيح، واعتمادهم على المصادر الواهية وإشادتهم بها.

المبحث الثاني: مناهج القراءة العلمانية للسيرة النبوية، وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: المنهج الماركسي، وقد بين فيه حقيقة الماركسية وقسميها المنهجيَّين: الماركسية الجدلية والماركسية التاريخية، وأكَّد أن المنهج الماركسي قد علا صوته في القرن العشرين خاصة مع صعود نجم الاتحاد السوفيتي؛ مما أثَّر على الدراسات والأبحاث الإسلامية ومنها دراسة السيرة النبوية، بيد أن من الأسماء العلمانية التي كتَبت بهذا المنهج لم تَزد على أن وضعت أسماءها على ما أنتجه الاستشراق أوَّلًا، فهو مجرد استنساخ لشبهاتهم وأطروحاتهم، ليس إلا.

وبعد ذلك تناول ثلاثة نماذج من إعمال العلمانيين لهذا المنهج معقبا كل واحد منها بالنقد، وهي:

  1. دعوى تشابه ظروف النشأة الاجتماعية بين الماركسية ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم.
  2. دعوى صراع الطبقات الاقتصادية.
  3. الدعوة النبوية كبديل مادي للنظام الطبقي والقبلي.

المطلب الثاني: المنهج الأنثروبولوجي، وفيه عرف بهذا المصطلح، وبين أنه استقر واستقل كعلم في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ثم بين أقسام الأنثروبولوجيا، ودرَس أهم الأقسام التي أُعملت في دراسة السيرة النبوية، وهي:

  1. الأنثروبولوجيا الاجتماعية.
  2. الأنثروبولوجيا الثقافية بقسميه: الميثولوجيا (المعتقدات والأساطير)، والفيلولوجيا (اللغة وفقهها ومقارناتها وأصولها).

المطلب الثالث: المنهج النفسي السيكولوجيا، افتتحه بتعريف علم النفس والمنهج النفسي واتجاهاته وأهم مدارسه، لينتقل بعد ذلك إلى استعراض العلمانيين الذين أعملوا هذا المنهج في دراسة السيرة النبوية، ثم ناقش أهم الشبه الناشئة في ظله وهي:

  • دعوى اتهام النبي ﷺ بالمرض النفسي.
  • دعوى الرغبات النفسية لمحمد وتوليد الوحي.

الفصل الثاني: القراءة العلمانية لمصادر السيرة وتدوينها، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: القراءة العلمانية لمصادر السيرة النبوية، وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: دعوى السيرة النبوية المختلقة، وبين أن المقصود بها دعوى العلمانيين أن مصادر السيرة النبوية من اختلاق كتابها ورواتها الأُول وعلى رأسهم محمد بن إسحاق، ثم نقَد هذه الشبهة وفندها.

المطلب الثاني: دعوى السيرة النبوية التبجيلية، فالعلمانيون يدعون أن مصادر السيرة النبوية لم تُكتَب تأريخًا للواقع الذي عاشه النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كُتبت من باب التبجيل والمبالغة في نبيهم وتضخيم سيرته وإضفاء الأساطير والتهويلات عليه، وقد ناقش الباحث دعواهم هذه ونقدها.

المطلب الثالث: دعوى السيرة النبوية المحاكية، ويقصد به دعواهم أن مصادر السيرة النبوية لم تؤرخ حياة النبي صلى الله عليه وسلم كما هي في الواقع والحقيقة، وإنما هي محاكاة لأنبياء بني إسرائيل ليس إلا؛ حيث إن علماء السيرة النبوية قد اطلعوا على كتب بني إسرائيل وحاكوها، فانتحلوا تلك القصص لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.

المبحث الثاني: القراءة العلمانية لتدوين السيرة النبوية، وقد ناقش الباحث فيه شبهتين جعلهما في مطلبين:

المطلب الأول: تأخر تدوين السيرة النبوية، وبين فيه دعوى العلمانيين ذلك، ونقدها وبين أن السيرة تعتمد في الأساس على المرويات الحديثية، وأن الاهتمام بها مبكر جدًّا، وأن هذه الشبهة مجرد ترداد من العلمانيين لشبه المستشرقين وحسب.

المطلب الثاني: التدخل السياسي في تدوين السيرة النبوية، وفيه ناقش دعوى العلمانيين تدخُّل الدولة الأموية والعباسية في تدوين السيرة وتحويرها بحسب مصالحها، ونقدها بأنها خلاف واقع علماء السيرة، وأنها مجرد دعوى لا يساعد الفحص التاريخي على تبنيها، وأنها من إسقاطات العلمانيين لواقعهم على السيرة.

الفصل الثالث: القراءة العلمانية للسيرة النبوية قبل البعثة، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: القراءة العلمانية للحياة الخاصة للنبي ﷺ قبل البعثة، وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: ولادته، وفيه ناقش إنكار العلمانيين للمعجزات والإرهاصات التي حصلت تزامنًا مع مولده صلى الله عليه وسلم، ونقدهم بأنه مجرد تحكّم منهم دون تحاكم إلى أدلة، وإنما مجرد الرغبة في إنكار المعجزات، وأن التاريخ الإسلامي قد أثبتها وبيَّن وقوعها، ودعواهم مجرد محاولة لإسقاطها.

المطلب الثاني: اسمه، فبيَّن أن ثمة من شكك في كون اسمه (محمد) صلى الله عليه وسلم وادعى أنه لقبه، وأن المؤرخين أخفوا اسمه، وهناك من زعم أن اسمه (قثم)، وقد نقد الباحث هذه الدعاوى الواهية.

المطلب الثالث: أميته، وفيه نقد إنكار بعضهم لأميته، وأثبتها كما أثبتها القرآن الكريم.

المطلب الرابع: مسلكه الشخصي قبل البعثة، وقد كشف بجلاء عوار شبهة العلمانيين أنها فترة مغيَّبة منسية، وأن الواقع أنها واضحة جلية، وأنها من أبرز ما يدل على صدقه صلى الله عليه وسلم.

المبحث الثاني: القراءة العلمانية لعلاقة النبي بظاهرة الأديان قبل البعثة، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: علاقة النبي ﷺ بظاهرة الحنفاء، والتي يزعم العلمانيون أن النبي صلى الله عليه وسلم أحد نتاجاتها؛ بسبب دعواهم أن النبوة وليد البيئة التي عاشها النبي وليست اصطفاء واختيارا من رب العالمين، وبين الباحث أن الحنيفية محررة في الإسلام، وهو الميل عن الشرك والوثنية، وأن غرضها ديني لا دنيوي كما يصوره العلمانيون، ثم هي وإن اتفقت مع الإسلام على نبذ الشرك، إلا أنها كانت لا تتجاوز رغبتهم في العودة إلى دين إبراهيم دون أي دليل أو معالم تدلهم عليه، بل ليس ثمة إلا الجهل المطبق.

المطلب الثاني: علاقة النبي ﷺ بالنصارى، وهي من الشبه القديمة التي تتكرر كثيرا على ألسنة العلمانيين تبعًا للمستشرقين؛ فيزعمون أن الإسلام مأخوذ ومستمد من النصرانية، ويستغلون في ذلك علاقة النبي صلى الله عليه وسلم ببعض النصارى في السيرة كورقة وعدّاس، وأنه أحد أتباع آريوس النصراني الرافض للتثليث والمتبني للتوحيد، والواقع أن هذا مجرد افتراض حاولوا حشد كل نصراني ورد في السيرة النبوية ليضخموا من حاله ودوره، ويضفوا عليه مزيدًا من الهالة التأثيرية، ثم يفرزوا من خلال هذا التضخيم نتائج كبيرة جدًّا افتراضًا وتخيُّلا منهم ليس إلا، ثم علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بورقة لا تتجاوز التزامن الزماني والمكاني والعرقي وحسب.

الفصل الرابع: القراءة العلمانية للسيرة النبوية في الفترة المكية، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: القراءة العلمانية لدعوة النبي ﷺ في مكة، وقد ناقش الباحث فيه عدة شبه تفصيلية أثارها العلمانيون في الفترة المكية، وضمنها في خمسة مطالب هي:

المطلب الأول: دعوى غاية محمد ﷺ المادية.

المطلب الثاني: دعوى استناد محمد ﷺ إلى الخارق للطبيعة.

المطلب الثالث: دعوى احتكار محمد ﷺ للاتصال بالسماء.

المطلب الرابع: دعوى وصل محمد ﷺ للإسلام بالجاهلية.

المطلب الخامس: دعوى الاستجابة المادية لدعوة محمد ﷺ.

المبحث الثاني: القراءة العلمانية للمعارضة المكية لدعوة النبي ﷺ، وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: التهوين من شأن أذى قريش للنبي ﷺ.

المطلب الثاني: المعارضة وطلب المعجزات.

المطلب الثالث: دعوى حلول محمد ﷺ المادية في مكة، وهي من مزاعم العلمانيين، ومن فروعها:

أولا: قصة الغرانيق العلى كحلّ مادي.

ثانيا: التحوّل المكاني عن مكة كحلّ مادي.

الفصل الخامس: القراءة العلمانية للسيرة النبوية في الفترة المدنية، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: القراءة العلمانية لدعوة النبي ﷺ في المدينة، وقد ناقش الباحث فيه عدة شبه تفصيلية أثارها العلمانيون بدعوى مادية السيرة في الفترة المدنية، وضمنها في ثلاثة مطالب هي:

المطلب الأول: دعوى تشييد الملك.

المطلب الثاني: دعوى إطلاق العنان للمكبوتات.

المطلب الثالث: دعوى إشراك الجماعة في المشروع المادي.

المبحث الثاني: القراءة العلمانية للمعارضة المدنية للدعوة النبي ﷺ، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: المعارضة اليهودية.

المطلب الثاني: المعارضة العربية «المنافقون».

الخاتمة: ختم الباحث كتابه بعرض أهم النتائج، ومنها:

  1. تقوم القراءة العلمانية في دراسة السيرة النبوية على توظيف نصوص السيرة النبوية لخدمة الأغراض العلمانية، وكان لا بد لهم من اعتماد مصادر السيرة النبوية الإسلامية الأولى من الجهة التاريخية؛ لعدم وجود غيرها، فاستغلوا الضعيف والواهي من المرويات لخدمة أغراضهم، وحين يجدون شيئًا غير إسلامي -كبعض ما كتبه المغرضون القدامى من أمثال يوحنا الدمشقي- تشبثوا به.
  2. بالنظر إلى التوظيف العلماني لأخبار السيرة يمكننا أن نحصره في مسارين اثنين:

الأول: توظيف تشكيكي، وهو معارضتهم للأخبار الثابتة في السيرة النبوية بخبر مروي في السيرة أيضًا بغرض التشكيك في الخبر الأول أو القضية المستدل عليها، وغالبها تهم استشراقية نصرانية تركز على التشكيك في القضايا الكلية بغرض زعزعة إيمان المسلمين وتوقيرهم لنبيهم، وبأدوات من تراثهم.

والثاني: توظيف منهجي، وهو توظيفهم لأخبار السيرة النبوية بتطبيق المناهج الفكرية على قضايا السيرة كالماركسية أو المناهج الاجتماعية أو النفسية، وقد تعسفوها رغم الفوارق بين الفكر المادي والفكر الديني القائم على الإيمان بالغيب، ولهذا يوظفون كل ما وقعت أعينهم عليه مما يتوافق ولو ظاهريًّا مع هذه المناهج المادية؛ بغرض تقويضها على خطى موقف الفكر المادي الغربي من سير أنبياء الكتاب المقدس، وهدفهم التحلل من قيود النبوة وعقباتها التي عثرت في سعيهم لسلخ المجتمعات المؤمنة من إيمانها بالغيب وبصدق رسالة محمد ﷺ.

  1. تقوم آراء العلمانيين في تقويمهم للسيرة النبوية على المادية التي تنكر صحة المعرفة الدينية وإن أوهموا بالاستدلال بها في بعض الأحيان، فإنه ما يلبث أن تكشفه طريقتهم التوظيفية.
  2. العلمانيون في حقل دراسة السيرة النبوية ما هم إلا صدى لصوتين عاليين، وأحيانًا يتم المزاوجة بينهما: الصوت الاستشراقي المعادي لدعوة النبي ﷺ من منطلق ديني له خصومته مع الإسلام، والصوت المادي الذي فسر التاريخ تفسيرًا ماديا.
  3. يتمسح العلمانيون بالعلمية، وكثير منهم أكاديميون في بعض الجامعات الغربية، لكن هذه الدعوى لا تجاوز التنظير، لا في السلوك البحثي الذي مارسوه عمليا على السيرة النبوية، ولا حتى في القدرات المعرفية النقدية، فهم لم يأتوا بجديد في النقد؛ بل وقفوا عند حدود الرؤى الاستشراقية في دراسة السيرة النبوية.
  4. يعد النقد العلماني للسيرة النبوية مرتبطا بالتطور المنهجي في الفكر الغربي، وهذا يظهر جليا في كون العلمانيين الأوائل جلهم من الماركسيين، بينما شاع بين المتأخرين منهم الاهتمام بالمنهج الأنثروبولوجي، وقلما تجد بين المتأخرين أو في الكتابات الأكاديمية كتابة ماركسية.
  5. النقد العلماني للسيرة النبوية له مساران:

الأول: مسار أكاديمي، وهذا متأخر نسبيا في الجامعات العربية، ويحيل إلى كثير من المراجع الأجنبية الفرنسية والإنجليزية والتي جلها كتابات المستشرقين.

والثاني: مسار عام سابق للدراسات الأكاديمية العلمانية العربية، ومن أشهره: كتاب الشخصية المحمدية لمعروف الرصافي.

  1. في دراسة العلمانيين للسيرة النبوية يتعمدون الخلط بين علم السيرة وبين حقيقة النبوة، ويكون الخلط واضحًا جدًّا إذا ما حاولوا تحليل محتوى مصادر السيرة الأولى، فبينما مؤلفات السيرة النبوية هي من العلوم التي يمكن نقدها وتفحص طريقة مؤلفيها دون المساس بالنبوة؛ إذ بهم يوجهون النقد إلى النبوة وكأنهم يدرسون أدلة صدق النبي، وليس تاريخ النبي!
  2. ينطلق العلمانيون في تقييمهم لمؤلفات المسلمين حول السيرة النبوية من فرضية أنهم في خندق الدفاع وليس الوصف، وهذا حتى في مؤلفات السيرة النبوية الأولى التي كانت في عز توهج الإسلام وانتصاراته، ولهذا اتهموا مؤلفات السيرة بالاختلاق والتبجيل ومحاكاة سير أنبياء بني إسرائيل.
  3. مما يقدح العلمانيون به في مؤلفات السيرة النبوية تأخر تدوينها، ويتجاهلون أنها كانت من أبواب الحديث المحفوظ بالسند والرواية وإن كانت شفوية، وأن التأخر في استقلالها كفن من فنون العلوم الشرعية لا يعني ابتداعها أو ابتكارها.

وأما التوصيات فأهمها ما يلي:

يرى الباحث أن تهتم المراكز الأكاديمية بالنقاط التالية، وأن تؤخذ على شكل مشاريع وليس بشكل فردي:

أولًا: أن تحرر آراء الفكر المادي الغربي وليس الاستشراقي من خلال اللغات الأجنبية، وموقفهم تحديدا من سير أنبياء العهدين القديم والجديد، وهذا سيبين الجذر الأول للموقف العلماني العربي من سيرة محمد ﷺ.

ثانيًا: أن تحرر الانتماءات المنهجية للمستشرقين المدعين للموضوعية الذين درسوا سيرة النبي ﷺ بخلفيتين: دينية سواء كانت يهودية أو نصرانية، وتأثر بمنهج مادي حديث له ظلاله على منهجه وفكره. فلو جُمعت قائمة بأسماء المستشرقين الماركسيين وأخرى بالأنثروبولوجيين وأخرى بالنفسيين، لعرف الجذر الثاني لموقف العلماني العربي من السيرة النبوية.

ثالثًا: أن تكثف الدراسات الأكاديمية لبيان الأثر الاستشراقي في الدراسات العلمانية العربية، وأن تكون موضوعية لا عاطفية، وأن تكون متنوعة في الأدوات والأساليب.

رابعًا: أن تحرر السيرة النبوية من كثير من الغث الذي استرسل في المبالغات والخرافات حول شخص النبي، والتي لم يكن لها دليل من الكتاب والسُّنَّة، ولم تكن سيرة النبي بحاجة إليها؛ بل كانت معولا من معاول الهدم في يد آلة التوظيف العلماني.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


المرفقات

  • عرض كتاب نقد العلمانية.pdf

    408.734Kb

Comments

Leave a comment

Blog categories

عربة التسوق

Loading...